التطور التاريخي للتربية الخاصة

التطور التاريخي للتربية الخاصة 

من العزل الى الدمج ومن الرفض الى القبول


 يتبين المتأمل في التطور التاريخي للتربية الخاصة أن هذه المهنة أخذت بالتحول من ممارسة العزل التام إلى تطبيق الدمج الكامل بحيث يتم تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية. فقد أصبح عدد كبير من دول العالم يتبنى فلسفة الدمج للجميع ولكن باستثناء الأطفال ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة أحياناً. بعبارة أخرى، إن التوجه السائد حالياً هو ذلك الذي يطالب بأن يتحمل معلم الصف العادي مسؤولية تعليم وتلبية احتياجات الأطفال المعوقين مع توفير نظم الدعم التنظيمي والإداري والتدريسي لهذا المعلم.

ولكن معارضي هذه الفلسفة يرون أن دمج التربية العامة والتربية الخاصة لن يحسّن أداء المعلم العادي أو أداء المعلم الخاص ولن يطور التعاون المنشود بينهما، ليس ذلك فحسب، بل إن هؤلاء يعتقدون أن نتيجة هذا الدمج قد تكون الغاء مهنة التربية الخاصة عملياً ومثل هذا الالغاء من وجهة نظرهم، سيكون في ضوء حسابات خاطئة وآراء غير واقعية بل وساذجة أيضاً. وهذه الحسابات والآراء تتمثل بالاعتقاد بأن جميع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يتعلمون في أفضل صورة إذا التحقوا في الصف العادي.

والواقع أن مفهوم الدمج قد تعرض لسوء فهم كبير وأحدث إرباكاً حقيقياً لأن البعض رأى فيه دعوة لإغلاق فصول ومدارس التربية الخاصة وتعليم الأطفال المعوقين دون استثناء في الفصول الدراسية العادية. فإذا لم يكن الدمج يعني تعليم جميع الأطفال المعوقين في الفصول العادية فماذا يعني إذن؟ والإجابة هي باختصار إن (الدمج هو توفير فرص التعلم القائمة على المساواة للأطفال ذوي الإعاقات البسيطة وذلك من خلال الحاقهم بالبيئة التربوية الأكثر ملاءمة وقدرة على تلبية حاجاتهم. وفي كثير من الحالات، تتمثل هذه البيئة في الصف الدراسي العادي، إن لم يكن طوال الوقت فبعض الوقت على أقل تقدير. وفي أحيان أخرى، فالبيئة التربوية الأقل تقييداً لا تشمل الصف الدراسي العادي إطلاقاً).

فالدمج يأخذ أشكالاً مختلفة فهو لا يقتصر كمفهوم على أن يتعلم الأطفال ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة في الصف العادي ولكنه قد يعني أحياناً اندماج هؤلاء الأطفال مع الأطفال من غير المعاقين في الأنشطة الاجتماعية والمواد غير الأكاديمية كالتربية الرياضية والتربية الفنية والموسيقية وهذا الدمج غير الأكاديمي يحدث عادة عندما تفرض الحاجات الخاصة للطفل تعديلات جوهرية على المنهاج أو استبداله بالكامل بمنهاج مختلف الأمر الذي يعني بالضرورة التحاق الطفل بفصل غير الفصل الدراسي العادي أو حتى بمدرسة غير المدرسة العادية. وعلى أي حال فإن الجدل الكبير الذي نجم عن فلسفة المدرسة الجامعة في السنوات الماضية يجب ألا يدفع بأحد إلى الاعتقاد بأن ثمة من يؤمن في الميدان بأن تعلم الطلاب المعوقين في المدرسة العادية ليس هدفاً فالاختلافات تتمحور حول الوسيلة وليس الغاية. فعلى الرغم من أن العاملين في ميدان التربية الخاصة يتخذون مواقف متباينة إزاء حجم الدمج وطبيعته، إلا أن الجميع يتفق من حيث المبدأ على أن الهدف المعلن من الغالبية العظمى من برامج التربية الخاصة هو إعادة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدرسة العادية على أوسع نطاق ممكن وبأسرع وقت ممكن. وقد كان هذا الهدف على الدوام أحد أكثر الأهداف التي تتوخى التربية الخاصة تحقيقه على مدى ربع القرن الماضي.

ومع أن البحوث العلمية في العقدين الماضيين بينت فاعلية الدمج إلا أن ما هو غير واضح تماماً بعد هو العناصر المحددة اللازمة لنجاح هذا الدمج. ولكن هذه العناصر بدأت تتضح بشكل أفضل في السنوات الماضية وهي:

1/التعديل والتكييف المادي والمعنوي لفصل الدراسة ليشمل فيمن يشملهم الأطفال المعاقين.

2/توفير خبرات تعلمية متعددة الحواس.

3/مراعاة مواطن الضعف ومواطن القوة لدى الطفل عند تطوير المنهاج.

4/حث الأطفال العاديين على قبول وتحمل الأطفال الذين يختلفون عنهم.

5/بعض التركيز على الاستقلالية والاستكشاف للبيئة.

6/توفير الفرص للاختلاف والتفاعل الاجتماعي.

   - إزالة الحواجز.

   -استخدام الأنشطة الجماعية وغير الفردية.

7/كذلك تشير البحوث إلى أهمية:

أ/تحديد أهداف البرنامج.
ب/تحديد فلسفة البرنامج.
ج/تحديد آلية الإشراف على البرنامج.
د/تحديد آلية متابعة البرنامج.
هـ/تحديد آلية تدريب العاملين.

وفي هذا الكتاب ستجدين مسيرة التطور في التربية في المملكة العربية السعودية 



وهنا عرض تقديمي عن :الاطار التاريخي لنظام التعليم في التربية الخاصة